Read the Beforeitsnews.com story here. Advertise at Before It's News here.
Profile image
By goldenmean (Reporter)
Contributor profile | More stories
Story Views
Now:
Last hour:
Last 24 hours:
Total:

المواطنون المسيحيون العرب: ملح الأرض – بقلم رائد الدبعي

% of readers think this story is Fact. Add your two cents.


للكنيسة في المشرق العربي بشكل عام، وفي فلسطين بشكل خاص، بصمتها الجلية في الانحياز الدائم لقيم الحرية والعدالة والسلام والمساواة والتضامن الإنساني، والمواطنون المسيحيون هم جزء أصيل من النسيج الاجتماعي والوطني في المجتمع، وبدونهم تبقى لوحة الوطن منقوصة، وعقده مفروط، فهم ليسوا بأقلية أو طائفة، إنما هم كما قال عنهم السيد المسيح عليه السلام “ملح الأرض”، وهم حجارة الوادي الباقية، وأبناء الوطن المخلصين ومواطنيه المنتمين فعلاً وعملاً وانجازاً، لا قولاً وشعاراً ووعوداً جوفاء.

فقد كان للمواطنين المسيحيين، ولا زال في المشرق العربي، وللكنيسة في الوطن العربي دوراً ريادياً ووطنياً في الدفاع عن المشروع التحرري. التي اصطفت دائماً في جبهة التواقين للحرية والعدالة، وحق الشعوب بالكرامة والمساواة والخبز والقلم والدواء وحرية الرأي والتعبير.

فمن جانبهم، برهن أقباط مصر دائماً على وحدة النسيج الوطني، وبالأخص في أشد اللحظات حلكة من عمر الوطن، فكان للوطنيين المصريين من المواطنين الأقباط مواقف مشرفة، ستبقى محفورة في الذاكرة الوطنية للمصريين جيلاً بعد جيل، فمواقف ويصا واصف، وسينوت حنا، وواصف غالي، ومكرم عبيد، الرافضة للتهديد البريطاني لسعد زغلول في 7 ديسمبر 1921 بضرورة إيقاف نشاطه التحرري، ومطالبه باستقلال مصر وشعبها، لم يكن استثنائياً أو مستغرباً، كون أقباط مصر جزء أصيل من الحركة الوطنية المصرية. كما أن تاريخ الحركة الوطنية المعاصرة في مصر، يبقى منقوصاً ما لم تشتمل صفحاته على سيرة الوطني المصري مكرم عبيد، سكرتير حزب الوفد المصري، وصاحب المقولة الرائعة: “نحن مسلمون وطناً ونصارى ديناً، اللهم اجعلنا نحن المسلمين لك، وللوطن أنصارا.. اللهم اجعلنا نحن نصارى لك، وللوطن مسلمين”، وهو الذي يعتبر صاحب فكرة النقابات العمالية وتكوينها في مصر، والذي كرس حياته للدفاع عن الحركة الوطنية المصرية، فتعرض في سبيل ذلك للاعتقال والنفي على يد الاحتلال الانجليزي، ويأتي موقف البابا الراحل “شنودة” الرافض لاتفاقية السلام مع إسرائيل، ورفضه مصاحبة الرئيس الراحل أنور “السادات” في زيارته إلى إسرائيل عام 1977، في ذات الإطار الملتزم وطنياً والرافض للعدوان والظلم والتسلط والتفريط، ومن البديهي أنه لا يمكن الحديث عن النهضة الفنية في مصر، دون ذكر مؤسس المسرح المصري ورائد السينما المصرية نجيب الريحاني أو يوسف شاهين.

كما أن مشاهد أقباط مصر وهم يحرسون المصلين المسلمين إبان ثورة 25 يناير في ميدان التحرير، وعناق الصليب والهلال، بل ووحدة الدم والمصير والتضحية التي سطرتها دماء شهداء الثورة من المسلمين والأقباط، إلا دليل جديد على الدور العظيم للكنيسة جنباً إلى جنب مع المسجد في رسم مستقبل مصر الجديدة.

وللحركة الثقافية والفنية والوطنية في لبنان نكهة إستثانية، لها أبعاد خاصة تتعدى حدود الوطنية والقومية، لتنطلق نحو أفاق العالمية والإنسانية، فرائعة جبران خليل جبران ” النبي ” أضحت منذ ستينيات القرن الماضي، جزءً من الثقافة الأميركية المضادة للكراهية، والتي ركزت على العدل والحب، في مواجهة الحرب والعنف والتوسع والعنصرية خلال حرب فيتنام، وأثناء فترة التفرقة العنصرية والنضال نحو تحقيق حقوق المرأة في الولايات المتحدة الأمريكية، وأضحت كلماته وأشعاره مصدر إلهام للكتاب والمؤلفين والسياسيين والمبدعين، فقد استلهم منه في مجال الرواية جون لا كاري، و جبرائيل عبد النبي، وفي مجال الموسيقى، غنى لجبران الفنان الأميركي اللبناني جبرائيل عبد النبي و فرقة «مستر مستر»، وعزف فنان الجاز جاكي ماكلين قطعة سماها «جبران النبي». وفي بوخارست والبرازيل أقيمت حديقتان تحملان اسم «خليل جبران»، بالإضافة إلى تمثال آخر في شارع السفارات، الذي يعتبر من أبرز شوارع واشنطن، كما أن الرئيس الأمريكي الأسبق جون كنيدي في أول خطاب له كرئيس للولايات المتحدة الأميركية عام 1961، استلهم من أقوال جبران عبارته التي سجلها التاريخ: “لا تسألني ماذا يفعل لك وطنك، اسأل ماذا تفعل أنت لوطنك؟”. إذ تقول عبارة جبران: “هل أنت سياسي تسأل ماذا يفعل لك وطنك؟ أو أنت غيور تسأل ماذا تفعل لوطنك؟ “.

فليس غريباً أن يقول عنه الروائي الفرنسي الكبير دانيلل روندو: ” أنه المجهول الأشهر فوق هذه الأرض. اسم بلا وجه، كاتب دونما أسطورة احتفظ في موته بنضارة المبتدئ. هو عربي كتب بالانجليزية ولبناني من الجبل، مستكشفاً طريقه في المنفى، عثر على الحرية، واكتشف حبه الكبير لوطنه الأم. وهو قارئ للإنجيل لكنه يتكلم مثل متصوف أو مسيحي يعتز بمجد الإسلام، وعاشق لنساء ناضجات يبحث في مرآة أعماله عن صفاء روحه”، فهو العربي المسيحي الذي قال ” أنا أجلُّ القرآن ولكنني أزدري من يتخذ القرآن وسيلة لإحباط مساعي المسلمين، كما أنني أمتهن الذين يتخذون الإنجيل وسيلة للحكم برقاب المسيحيين”.

والذاكرة العروبية اليقظة تأبى أن تتناسى الدور الطليعي لابن جبل لبنان أنطون سعادة مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي، الذي دعا لحركة مقاومة قومية شاملة، رداً على العدوان الصهيوني على فلسطين عام 1948، ومؤلف كتاب نشوء الأمم الذي يعتبر من أهم المؤلفات باللغة العربية في علم الاجتماع في بدايات القرن العشرين، بعد انقطاع التراث العربي في هذا المجال بعد مؤلفات ابن خلدون. كما أن المزاج العربي من المحيط إلى الخليج لا يعدله إلا صوت قيثارة لبنان فيروز، التي قال عنها الشاعر الكبير محمود درويش ” فيروز هي الأغنية التي تنسى دائما أن تكبر، هي التي تجعل الصحراء أصغر، وتجعل القمر أكبر، والتي قال فيها شاعر الحب نزار قباني ” قصيدتي بصوتها اكتست حلة أخرى من الشعر “.

وقائمة المواطنين المسيحيين في لبنان تزخر بقائمة تطول من الطلائعيين الذين رفعوا اسم بلادهم بل واسم الأمة العربية عالياً. نستذكر منهم على عجالة تفرضها محدودية مساحة المقال: بيتر مدور الحاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1960، و إلياس خوري الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1990، والموسيقار إلياس الرحباني، وشارل العشي عالم الفضاء الذي يشغل منصب مدير مختبر الدفع النفاث في وكالة الفضاء الأميركية “ناسا”، وبطرس البستاني صاحب أول موسوعة عربية، وكذلك الأدباء ناصيف اليازجي وولده إبراهيم.

وتعتبر سوريا مهدا للقومية العربية، ويعتبر المفكرون السوريون وفي مقدمتهم ميشيل عفلق وقسطنطين زريق، من أوائل من أسس للفكر القومي العروبي، ووضع أسسه الفلسفية، فقد لُقب قسطنطين زريق بشيخ المؤرّخين العرب، والمُربّي النّموذجي، ومُرشد الوحدَوييّن، وداعية العقلانيّة في الفكر العربي الحديث، وقد خلّف عدداً من المؤلفات التي لا زالت حية بما تزخر به من أفكار ومعلومات وقيم، من أبرزها “الوعي القومي، ومعنى النّكبة، وأيّ غدٍ! ، ونحن والتّاريخ، وهذا العصر المُتفجّر، وفي معركة الحضارة، و نحن والمُستقبل، و الكتاب الأحمر” الذّي كتبه في مطلع الثّلاثينات من القرن الماضي، والذّي اعتُبر آنذاك ميثاقًا للقومية العربية.

إلا أن فصول العروبة كاملها، ومواقف الحق أجمعها، وساحات الإنسانية بكل عصورها ورجالها، تبقى صماء ما لم يُذكر فيها اسم فارس خوري، صاحب الهامة الشاهقة، والمواقف الزاخرة بالعزة والكرامة والحق. فهو صاحب القول البليغ ” بأن قضية فلسطين لا تُحل في أروقة مجلس الأمن ولكنها تُحل على ثرى فلسطين”، إذ انتخب المواطن المسيحي فارس خوري رئيساً للمجلس النيابي السوري عام 1936 ومرة أخرى عام 1943، وتولى رئاسة مجلس الوزراء السوري عام 1944 في بلد ذو أغلبية مسلمة، دون أن يثير نوازع الطائفية أو الاحتجاج في سوريا، في مشهد يثير فينا نوازع الحزن والغضب الشديدين على ما تشهده سوريا اليوم، من قتل يومي يأخذ منحاً طائفياً ومذهبياً بشكل مضطرد.

تعتبر سيرة فارس خوري تلخيصاً لمسيرة المقاومة الواعية ضد المحتل، فهو نموذج للسياسي النقي، وللأديب البليغ، وللشاعر والإنسان والثائر، وكأنه رجل جمع في سيرته ياسمين الشام، وفي خطاباته صهوة خيول رجالها، وفي مواقفه ما يحرك فينا حنيناً لزمن جميل، نستحضر طيفه كلما شعرنا بالعجز والضعف والفشل، فهو الأديب والمثقف وأحد مؤسسي معهد الحقوق العربي، و المجمع العلمي العربي بدمشق، وهو الزاهد بالمنصب والجاه حينما تكون حرية شعبه هي الثمن، كما فعل عام 1926 باستقالته من وزارة المعارف احتجاجاً على استمرار الاحتلال الفرنسي لوطنه، وهو الدبلوماسي المتمرس، المتأهب دائماً بضمير يقظ، للدفاع عن قضايا شعبه وأمته العربية، وكل قضايا الحق والإنسانية في العالم، مما حدى بجامعة كاليفورنيا لمنحه شهادة الدكتوراه الفخرية في مجال الخدمة الخارجية، وكلمته في الأمم المتحدة عام 1946 للمندوب الفرنسي، الذي جلس فارس خوري في مقعده لخمس وعشرين دقيقة مما أشعره بالاستفزاز حينما قال: ” سعادة السفير، جلست على مقعدك لمدة خمس وعشرين دقيقة فكدت تقتلني غضباً وحنقاً، سوريا استحملت سفالة جنودكم خمس وعشرين سنة، وآن لها أن تستقل “.

وسنبقى نشعر بالفخر بأن فارس خوري هو أحد رجالات أمتنا العربية، مما يجدد فينا الثقة والأمل، وجميل أن يستلهم قادتنا من سيرته العطرة، بعضاً من الكرامة والعزة واستشراف المستقبل، هو ورفاقه من مسيحيي سوريا الوطنيين، الذين نستذكر منهم أسبر زغاري عضو مجلس قيادة الثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي، والمطران هيلاريون كابوتشي، الذي يعتبر أحد أبرز منظري الحق الفلسطيني في الخارج، والذي حكمت عليه محكمة عسكرية إسرائيلية في العام 1974 بالسجن الفعلي لمدة 12 سنة، لانخراطه في المقاومة الفلسطينية.

والذاكرة الفلسطينية تزخر بالأسماء العظيمة التي تزين جبين الوطن، ومقال واحد لا يكفي لسرد أسماؤهم أو بعض من حقهم، ابتداءً من إدوارد سعيد، وشقيقته روز ماري، وجورج حبش، ووديع حداد، وكمال ناصر، وإميل حبيبي، وحنان عشراوي، وإميل توما، والبطريرك ميشيل صباح، والمطران عطا الله حنا، والأب خضر جمال، والقس الراهب متري، والقس نعيم عتيق ورفعت قسيس، وحنين الزعبي، وسليمان منصور، والثلاثي جبران، وخليل السكاكيني، والموسيقار سلفادور عرنيطة، والسينمائيان إبراهيم وبدر لاما، والأدباء مي زيادة وسميره عزام، والشاعر اسكندر الخوري، وجبرا جبرا، وإبراهيم نيروز، والمؤرخون نقولا زيادة و كلثوم عوده، وجورج انطونيوس، وشكري حرامي مؤسس كلية الأمة في القدس، وحنا ناصر مؤسس كلية بيرزيت، التي تطورت إلى جامعة بيرزيت، وكذلك القائد الوطني الكبير فلسطيني الهوى والنضال والقضية أردني الجنسية نايف حواتمة، وغيرهم الكثير من المواطنين المسيحيين الملتزمين بقضايا شعبهم وحقوقه العادلة.

يقول نعوم تشومسكي عن ادوارد سعيد بأنه: “مثال نادر وساطع للمثقف الملتزم بالحقيقة والعدل، قولاً وفعلاً، لقد نجح في سحب الثقافة الامبريالية خارج الظل، وكشف جذوره العميقة، وانعكاساتها على كثير من المجالات الإنسانية في العالم “. ولنا أن نتصور ما يقف خلف أن تقوم قامة علمية وفكرية عالمية، بحجم تشومسكي بالحديث عن ادوار سعيد بكل هذا الإعجاب من معاني، أو أن يقول فيه محمود درويش ” لا أستطيع أن أودع ادوارد سعيد، من فرط ما هو حاضر فينا وفي العالم، ومن فرط ما هو حيّ. ضميرنا وسفيرنا إلى الوعي الإنساني سئم أمس من الصراع العبثي الطويل مع الموت. لكنه لم يسأم من مقاومة النظام العالمي الجديد، دفاعاً عن العدالة، وعن النزعة الإنسانية، وعن المشترك بين الثقافات والحضارات ، … ، لأن إدوارد بضميره الحيّ وموسوعيته الثقافية، قد وضع فلسطين في قلب العالم، ووضع العالم في قلب فلسطين.”
فليس غريباً أن يُؤسَّس معهداً للموسيقى في فلسطين، يحمل اسم العملاق ادوارد سعيد، فالموسيقى كما قال بتهوفن: ” وَحْيٌ يعلو على كل الحِكم والفلسفات”، وكذلك ادوارد سعيد مقطوعة موسيقية هي الأجمل والأنقى والأعذب في تاريخ شعبنا وحاضره ومستقبله.

كما أن الدور الكبير الذي تلعبه الكنيسة في فلسطين، بالتزامها بقضايا شعبنا ومواقف رجالها المتقدم تجاه حقوق شعبنا ومطالبه العادلة بالحرية والاستقلال، هو جزء أصيل من نضال شعبنا المستمر نحو الحرية والعدالة والسلام، وما وثيقة كايروس فلسطين، أو “لحظة الحقيقة” ، التي أصدرها مجموعة من رجال الدين المسيحي في فلسطين، من مؤسسي لاهوت التحرير الفلسطيني، القائم على حرية الإنسان واحترام كرامته الإنسانية وحقه بالحرية، والتي أعلنت بشكل جلي غير قابل للشك بأن ” الاحتلال العسكري لأرضنا هو خطيئة ضد الله والإنسان، وأن اللاهوت الذي يبرر هذا الاحتلال، هو لاهوت تحريفي، وبعيد جداً عن التعاليم المسيحية، حيث إن اللاهوت المسيحي الحق هو لاهوت محبة وتضامن مع المظلوم، ودعوة إلى إحقاق العدل والمساواة بين الشعوب” إلا انعكاس للدور الريادي للكنيسة الفلسطينية في مسيرة التحرر الوطني.

كما أن الحضور المسيحي في فلسطين يتخطى حقائق النسب المئوية من عدد السكان، ويتخطى منطق الأرقام الصماء، إذ أن أحد أبرز الحقائق حول الوجود المسيحي في فلسطين هو أن نكبة شعبنا وتهجيره القسري عام 1948، ومن ثم استكمال احتلال ما تبقى من أرضنا الفلسطينية عام 1967، هو السبب الرئيسي لتراجع نسبة المواطنين المسيحيين، فقد أغلق المحتل ودمر عدداً من الكنائس، من بينها كنائس بيسان وطبرية وصفد وكفر برعم، مما تسبب بعدم بقاء أي وجود للمسيحيين العرب في هذه المناطق، نتيجة التهجير القسري الذي مارسه المحتل بحق سكانها الأصليين.

وبغض النظر عن الطريقة التي يتم بها حساب أعداد ونسب المواطنين المسيحيين في فلسطين، وهل هي 2.4 %، أي ما يقارب المئتي ألف كما تشير الإحصائيات في الضفة الغربية وقطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948، أم أنهم 2 مليون كما أشار الصحفي ناصر اللحام في مقالته بتاريخ 24-12-2012، استنادا إلى الحقيقة التاريخية المرتكزة على حق شعبنا بالعودة لأراضيه التي هجر منها قسراً، بما فيهم المواطنين المسيحيين في تشيلي، والبرازيل، والسلفادور، وأمريكا الوسطى، وكوبا، وغواتيمالا، ونيكاراجوا، والسلفادور، وبنما، وأوروبا، وأمريكا الشمالية، وإفريقيا، واستراليا، وباقي قارات ودول العالم، فإن الأهم من كل ذلك أن ما يميز هذا الحضور، كونه نوعياً بامتياز، سواء كان داخل الوطن أو خارجه، إذ تعتبر الكنيسة في فلسطين المشغّل الثاني بعد السلطة الوطنية الفلسطينية، حيث توفر 22 ألف فرصة عمل، كما أن حوالي 45% من مجموع المؤسسات والهيئات الأهلية في فلسطين هي مؤسسات مسيحية التمويل أو الإدارة أو التأسيس، كذلك هي المؤسسات الإنسانية التي تدار من قبل الكنيسة في قطاع غزة، فإنها تقدم خدماتها للمسلمين والمسيحيين دون تمييز أو محاباة، مما يلعب دوراً هاماً في تحسين ظروف معيشة الأفراد، بالأخص الفئات الفقيرة والأكثر فقراً.

كما لعبت الكنيسة في فلسطين ولا زالت، دوراً كبيراً في الدفاع عن عروبة فلسطين، نستذكر من رجالاتها المطران حجار مطران الذي عرف بمواقفه المناهضة للانتداب والصهيونية – والذي لقب بمطران العرب، و الخوري يعقوب حنا من الرامة، والخوري إلياس قنواني، والأب إبراهيم عياد، أحد المبادرين لعقد مؤتمر عروبة القدس سنة 1949، والذي مثل الموطنين المسيحيين فيه، والمطران لاحقا إيليا خوري الذي نفته إسرائيل إلى الأردن.

كما لعبت المرأة المسيحية ولا زالت، دوراً كبيراً في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني، نستذكر منهن ميليا السكاكيني، التي شكلت مع زليخة الشهابي ثنائياً مسيحياً إسلامياً، وأسسوا أول جمعية نسوية في فلسطين عام 1921، كان هدفها الرئيسي نشر القضية الفلسطينية، ورفض الانتداب البريطاني والتوسع الصهيوني في فلسطين.

كما أن النجاحات التي يحققها المسيحيون الفلسطينيون في الخارج، هي نجاحات فلسطينية بامتياز، فتقلُّد عدد من الفلسطينيين لمواقع متقدمة في الدول التي هاجروا إليها، مثل كارلوس فاكوس رئيس جمهورية هندوراس الأسبق، وسيرجيو بيطار نائب رئيس جمهورية تشيلي، و جون سنونو: حاكم ولاية نيو هامشير سابقاً، وأنطونيو سقا رئيس سلفادور، هو أيضا إنجاز للكل الفلسطيني دون شك.

ختاماً، فإن الرواية العربية تبقى منقوصة الفصول، والحقائق تبقى مشوهة محرفة ما لم تُكتب بكامل تفاصيلها، التي يعتبر الحضور المسيحي أحد أبهى صورها وأكثرها وضوحاً، حضور هام يشكل إضافة تتخطى فلسفة الوجود العددي، إلى الحضور النوعي والمساهمة الفاعلة في مسيرة التحرر والبناء والتنمية.

 


Source: https://palestinehub.com/2017/02/22/%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%b7%d9%86%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8-%d9%85%d9%84%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b1%d8%b6-%d8%a8/


Before It’s News® is a community of individuals who report on what’s going on around them, from all around the world.

Anyone can join.
Anyone can contribute.
Anyone can become informed about their world.

"United We Stand" Click Here To Create Your Personal Citizen Journalist Account Today, Be Sure To Invite Your Friends.

Please Help Support BeforeitsNews by trying our Natural Health Products below!


Order by Phone at 888-809-8385 or online at https://mitocopper.com M - F 9am to 5pm EST

Order by Phone at 866-388-7003 or online at https://www.herbanomic.com M - F 9am to 5pm EST

Order by Phone at 866-388-7003 or online at https://www.herbanomics.com M - F 9am to 5pm EST


Humic & Fulvic Trace Minerals Complex - Nature's most important supplement! Vivid Dreams again!

HNEX HydroNano EXtracellular Water - Improve immune system health and reduce inflammation.

Ultimate Clinical Potency Curcumin - Natural pain relief, reduce inflammation and so much more.

MitoCopper - Bioavailable Copper destroys pathogens and gives you more energy. (See Blood Video)

Oxy Powder - Natural Colon Cleanser!  Cleans out toxic buildup with oxygen!

Nascent Iodine - Promotes detoxification, mental focus and thyroid health.

Smart Meter Cover -  Reduces Smart Meter radiation by 96%! (See Video).

Report abuse

    Comments

    Your Comments
    Question   Razz  Sad   Evil  Exclaim  Smile  Redface  Biggrin  Surprised  Eek   Confused   Cool  LOL   Mad   Twisted  Rolleyes   Wink  Idea  Arrow  Neutral  Cry   Mr. Green

    Total 1 comment
    • Philo

      :evil: :evil: :evil: :evil: :evil: :evil: :evil:

    MOST RECENT
    Load more ...

    SignUp

    Login

    Newsletter

    Email this story
    Email this story

    If you really want to ban this commenter, please write down the reason:

    If you really want to disable all recommended stories, click on OK button. After that, you will be redirect to your options page.