الهجوم على سوريا هل سيكون عابرا ومحدودا ام انه سيتسع مغيرا لموازين القوى في المنطقة ؟ – بقلم داود ابو لبده

باتت الضربة الامريكية بمساعدة بعض القوى الغربية العالمية مثل بريطانيا وفرنسا على سوريا قريبة جدا بحيث تناقلت معظم وكالات الانباء ان موعد الهجمة سيكون في ساعات مساء يوم غد الخميس ، ان معظم التقديرات والتحليلات السياسية والعسكرية تشير الى ان هذه الحملة ستكون حسب ما قال وزير الدفاع الاميركي محدودة المدة مستبعداً منها أي عمل لاطاحة الرئيس السوري بشار الاسد. بل ان الهدف الرئيسي هو مهاجمة المواقع التي تتواجد فيها الاسلحة الكيماوية والتي استعملها الاسد مؤخرا في مواجهته مع الثوار الامر الذي ادى الى مقتل العديد من الاطفال والابرياء ، ولكن في نفس الوقت لعبت اسرائيل دورا كبيرا في تسريع الحملة بحيث قامت باقناع الولايات المتحدة ان امتلاك سوريا لمثل هذه الاسلحة وبقاءنظام الاسد سيشكل خطرا على المنطقة باكملها . 

السوريين من جانبهم وعلى لسان  وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي قال اننا نتحدى العالم ان يأتي بدليل على استخدام القوات السورية هذا النوع من الاسلحة، واكد ان سوريا ستدافع عن نفسها اذا ما هوجمت وأن لديها من ادوات الدفاع ما تفاجئ به الاخرين

عند الحديث عن نظام الاسد اليوم فان الحديث يدور عن اكثر من حليف لهذا النظام وعلى راسهم روسيا والصين اللتان تعدان القوة المناهضة للولايات المتحدة الامريكية في العالم اضافة الى كل من ايران وتنظيم حزب الله الذي سيلعب دورا مهما في هذه الحرب . الا ان روسيا والصين لن تتدخل عسكريا في حال تم تنفيذ الهجوم على سوريا وذلك وفقا لتصريحات البلدين اليوم لوكالات الانباء .

الدور الذي سيلعبه حزب الله سيكون من خلال توسيع حجم ونطاق الحرب بحيث تشمل اسرائيل لانه اذا شعر النظام السوري بقيادة بشار انه سيخسر كل شئ سيقوم باستعمال جميع اوراقه وفتح جميع الخيارات والتي منها توجيه صورايخ سوريا وحزب الله باتجاه الشمال الاسرائيلي وهضبة الجولان وعندها ستتسع رقعة الحرب وحينها سيصعب وقفها او السيطرة على نتائجها .

من جانبها قامت سلطنة عمان بوساطة بين الولايات المتحدة الامريكية والايرانيين وقام السلطان قابوس بارسال رسالة مفادها الاستعداد الامريكي لمناقشة كل الملفات مع القيادة الايرانية الجديدة شرط الاخذ والرد في الملف السوري اضافة الى تسهيلات اخرى للايرانيين في مجالات مختلفة .

الا ان وزير الدفاع الايراني حسين دهقان قال انه  “في حال حصول هجوم عسكري على سوريا، فإن امن المنطقة واستقرارها سيكونان مهددين”. وقال ان اي تدخل عسكري “لن يكون لمصلحة اولئك الذين يحرضون على العنف”، لافتاً الى ان “تجربة الهجمات والوجود العسكري في العراق وافغانستان تمنع الولايات المتحدة من ارتكاب خطأ آخر والوقوع في مستنقع جديد”.

على الصعيد الميداني تحركت المركبات البحرية الامريكية في البحر المتوسط وابدى الجيش الامريكي جاهزيته لاوامر الرئيس الامريكي اوباما وحسب مصادر في البيت الابيض ان الضربة ستستغرق ثلاثة ايام وهي تهدف لتوجيه رسالة قوية اللهجة الى بشار الاسد وليس لتدمير سوريا عسكريا ، الضربات ستكون فقط من البوارج والسفن الحربية الأميركية الراسية في ساحل شرق البحر المتوسط، وسيتم تفادي استخدام الأراضي الأردنية لعمليات عسكرية في المرحلة الحالية لتجنيبه رداً سورياً انتقامياً محتملاً.

تنظيم القاعدة في العراق وبلاد الشام اكد ان ما قام به نظام الاسد من استخدام للاسلحة الكيماوية كان بمثابة خط احمر وسيدفع بشار الاسد ونظامه الثمن غاليا على هذه الاعمال وذكر في بيان صادر عن التنظيم انه سيتم تحرير دمشق السجينة قريبا وترجح التحليلات ان هنالك قنوات اتصال جيدة بين قوات المعارضة السورية وكل من الولايات المتحدة الامريكية او الدول العربية التي تدعم الهجوم مثل قطر والسعودية .

في الساعات الاولى للهجمة سيتم تحديد شكلها ونتائجها فاذا كان الهدف من الهجوم استهداف بعض المواقع دون المساس بنظام الاسد بشكل مباشر فستكون هذه الضربة على شكل عقاب ورسالة شديدة اللهجة للاسد هدفها الرئيسي ارضاء حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة وممولي المعارضة السورية،  اما اذا كانت الضربة موجعة للنظام السوري وعشوائية وتبين منها ان الهدف انهاء النظام وتغيير محور المنطقة فان طبيعة تفكير حزب البعث وايدولوجيته ستدفعه الى استخدام كل الوسائل المتاحة له مستخدما شعار ” اما ان نكون او لا نكون “

The post الهجوم على سوريا هل سيكون عابرا ومحدودا ام انه سيتسع مغيرا لموازين القوى في المنطقة ؟ – بقلم داود ابو لبده appeared first on Middle East Post.